الأربعاء، 3 مايو 2017

in time (خواطر في السينما)



     فيلم خيال علمي، صدر عام 2011، لم يحالفه الحظ كثيرا، تقييماته متباينة، تتراوح بين العادي والجيد. لكن سذاجة الحبكة لم تشوّه عبقرية الفكرة التي كانت تستحق سيناريو أفضل.

    عَالم تكون العُمْلة فيه هي الوقت، والموقع الاجتماعي للفرد يتحدّد بعمره، بل والبنية الهرميّة للنظام الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. وهو أداة التقييم والتبادل. يعيش الصعاليك قليلا، فيما يعمّر الأثرياء لقرون مديدة، ما لم يتعرّضوا للإفلاس، لسببٍ أو آخر، فتحين ساعته حالا. في هذا العالم، لا يمكن تصوّر معمّر فقير، أما المعْدمون فيتفانون تِباعا وهم في ريعان الشباب.

     الوقت ثمنٌ لكل شيء، والتسعيرة بالأيام أو الشهور، وربما بالسنين. وتُستخدم الدقائق كهدّية أو صدقة تُفسح في حياة مسكين. لا شيء يدخل في ملّكية أحد قبل أن يُخرج من عمره ما يوازيه. نظريّا، يمكن لفاتورة مشتريات شخصٍ أن تأتي على حياته، فيخر صريعا على أرضيّة المتجر !

     عمر الإنسان -كرصيده- مجرد رقم، لكنه ها هنا قابلٌ للنمو. العَجَلة هي نمط حياة من لا يملك منه إلا القليل. والتريث سِمة الثري، طويل العمر حقّا. البؤساء يعيشون يوما بيوم، يلهثون خلف كِسرة ساعة أو حفنة دقائق تقيمُ أودهم، قبل أن يسقطوا موتى على قارعة الطريق.

     الأغنياء يفكّرون في الطريقة المثلى لاستثمار المليون سنة، والفقراء يتضاحكون على حافّة الموت الذي يرْقب الحبّة الأخيرة وهي تتدحرج في ساعتهم الرمليّة، الضئيلة الحجم.

     أهم مسألتين أثارهما الفيلم في نظري، هما :

- إن كان هذا الوضع ظالما، فما وجه العدالة وكيف تتحقق ؟ قدّم الفيلم إجابة تافهة، حيث كان تحقيق العدالة هو تدمير النظام وإزالة التمايز الزمني بين الطبقات وتحقيق المرادف للعدالة الاجتماعيّ : العدالة الزمنيّة، وهو إسقاط شعبوي منحاز للاشتراكيّة ضد الرأسمالميّة.

- إن زاد العمر عن المعدّل الطبيعي، وأصبح يُقاس بالقرون، ألن يدفع ذلك البشر للتخلّص طوعيا من ضجر البقاء أكثر من اللازم، عندما تُصاب مباهج الحياة بالرتابة ؟ أعتقد أن الفيلم أبدع هنا، لم يكن الموت سوى متنفّس رحيم.

     في المجمل، الفيلم يستحق المشاهدة.