الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

ممشى (خاطرة في البرد)

     منذ مارست المشي كهوايةٍ أستمتعُ بها يوميّا، اكشفت أن أكثر ما أعانيه كان مجرد عادات سيئة. حصّة المشي الصباحي مما أثبت لي أن استحالة التحرّر منها كان وهما، كما اتّضح لي أن خمولي المزمن حالةٌ مزاجيّة في الأساس، شيء ينبع من الذهن ويفيض على الجسد ويثْقله، لا العكس. وحتى أطرده عن عقلي كان عليَّ أن أنهض ! عندما خرجت بالأمس قبل الشروق بنحو ساعة، كانت الشوارع خالية تماما، حتى من القطط ! وبعد أن قمت بالتسخين ووضعت سمّاعات الأذن وشرعت في المشي بخطى متسارعة، انتابني شعورٌ أنني من العظماء المعدودين على هذا الكوكب، وبدا لي البرْد شبحا لا يخيف سوى القابعين تحت بطاطينهم السميكة أو المتحلّقين حول نيرانهم. تشبّعت بهذه الطاقة التي أورثتني إياها الحركة، فقرّرت أن تكون الرياضة أولا، وقبل كل شيء. الحركة مولّد طاقة وأمل وثقة، للنفس وللجسد على حدٍّ سواء. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق