السبت، 3 أكتوبر 2015

خاطرة سريريّة


     الاستمتاع الجنسي عمليّة مكوّنة من عدّة عناصر، القضيب واحد منها. ورأيي أن تضاءل أهمّيته أثناءها ترجع إما لعِنّة (عطب عضوي) أو لحب (الجنس لا يكفي لإطفاء الشغف). ربما الجنس كمفهوم يقبل أكثر من تعريف، يتّسع ويضيق، بالنظر للمساحة التي يحتلها الإيلاج في العمليّة. طبعا هنالك حالة وسطى، يأخذ فيها الإيلاج وضعا مركزيّا وأهمّيةً قصوى، وهي الحالة التي يُعرّف بها الجنس عادةً، حيث يأخذ "التدخيل" نصيب الأسد من مدّة اللقاء، بل ويتحدّد اللقاء به، بدايةً وانتهاءً.

     الاهتمام بالمقاسات والأحجام تسيطر عادةً على المكتهلين، رجالا ونساءً، فبالنسبة إليهم تجرّد الجنس من هالاته العاطفيّة وغدا لذّةً حسيّة مستقلّة، يُطلب محضا لذاته. بمعنى أن الجانب الشخصي فيه لم يعد مهما، المهم هو العضو التناسلي، الممارسة نفسها. الجنس في هذه الحال مجرد وجبة، والشبق عبارة عن جوع. عمليّة بيولوجيّة منزوعة المشاعر. وبمجرد أن تستشعر الثلاثينيّة فتور قضيب الزنجي المستأجر تطلب منه مغادرة الغرفة، وكذلك الأربعيني ينهض من فوق بنت الثامنة عشر بعد القذف مباشرةً، فيخرج وهو ينظر في ساعته، دون التفاته للوراء. كثيرا ما يُساء تفسير .

     أوضاع الممارسة الجنسيّة التي يُتعمّد فيها عدم تقابل الوجوه، تُعتبر علامةً على تقدّم الحس في العمليّة على المشاعر. أظن أن ممارسات من هذا القبيل طرفاها إما زوجان عتيقان أو "شورت تايم"، بيد أن تطوّر تقنيات الممارسة الجنسيّة اليوم، زاد من كمّية المتعة وقلّل ولا شك من الفروق الفرديّة، مما يحتم ضرورة التثقيف الجنسي، لحياة جنسيّة أسعد. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق